تأملاتي انا و نفسي : أكرهك يا أمي

أنا: أكرهك يا أمي.....إن كانت الجنة تحت قدميك فأنا أفضل الجحيم، إن كنت راسمة مستقبلي فسأصلي عليه   صلاة الغائب، إن كنت مربيتي فأتوني برسوم التسجيل في مؤسسة لإعادة التأهيل.
اليوم بقلب جرحته وعقل جهلته، أكتب عنك و ليس إليك. لأقول عنك انكي لا تتغيرين و لا تتزينين كسائر الأمهات أراكي تشخين مع مرور الأجيال تتحولين إلى عجوز شمطاء حولت كل أحلامي إلى كوابيس، في عينييك رأيت السعير وعلى يدي خادميك الذي كاد أن يكون رسولا ذقت العذاب الأليم (فحاشى أن يبعث الله في مثله رسولا أو نذيرا).
    لقد سئمتك يا أمي، سئمت السكوت في الظلام المضيء بظلمك والبكاء وراء جدران الخوف. لكن اليوم بكل جرأة ساذجة سأشكر الله لأنه أطلق العنان للساني ليقول لكي أف يا عاصية أولادها.
   لا تستغربوا و لا تلوموني على ما أقول، فهده حقيقة مرة كنت و مازلت أرددها بكل صمت.
 - لكن هل من مستمع؟؟؟
!!!!- لا
لماذا؟؟؟ لماذا أيتها المسئولة عن التربية و التعليم؟ لماذا يا رعاة حقوق الطفل؟
لماذا أيها ال...؟؟ لماذا لا تستمعون؟؟؟؟
هل لأنني أشتكي إليكم أمي ؟أم لأنكم السبب في هذا الكره الذي أكنه لأمي ؟نعم نحن نكرهها أنا و إخوتي ولست أقولوها فخرا...
نفسي: أعود بالله مما تقول عن أمك يا هدا، أ مس شيطاني اصابك أم نوبة جنون؟ ليس لك الحق في قول هذا عن أمك، ذلك المخلوق الجليل بحنانه،الأحد في حبه لك الإنسان الذي كان يسهر لتنام وهي  فرشت لك الحنان .
آه على حجم خطأ اقترفته بهذه الكلمات الجارحة.
أنا: ويحك يا نفسي ماذا تقولين؟؟ ... اليوم برهنت على غبائك أنت ومن ظن أنني أتحدث عن ذلك الملاك الذي حملني في أحشائه دون عياء ولا كلل، تلك المرأة التي علمتني بعد أن ربتني أن أقول هده الكلمات، فلو جاز السجود لغير الله لسجدت لها حبا واحتراما.
نفسي: لم أعد أفهم شيئا يا أنا، من تقصدين إذا؟؟
أنا: يقال يا نفسي الغبية "المدرسة هي الأم الثانية" هذه يا نفسي كلمات قالها تلميذ من أبناء مدرسة سليلو عن أمه الثانية تلك المدرسة التي تعاني نوستالجيا تربية وتعليم لم يعودا كائنين ،إنها نموذج أطلال التربية المنسية وهيكل العلم المحتضر. تلك كلمات نطقتها البراءة مصحوبة بدموع تخجل الأرض أن تشربها.
نفسي: صدقت يا أنا فنفس التجربة عشناها ونفس الكلمات قلناها أنا وإخوتي من أبناء هذه الشمطاء. نفس الأسئلة طرحناها وما زلنا نرددها.حتى مللنا السؤال الذي لا مستجيب له فحولناه إلى دعاء و رثاء على تعليم يحتضر في مدرسة سليلو.
أنا: من تسألين ؟...سيدنا المخطط الإستعجالي أم سيدنا ميثاق التربية و التكوين؟؟
نفسي: حاش ولله أن أدعوا مثل هؤلاء الأطباء الفاشلين إنهم بله نزيدها للطين.
              سنوات و سنوات مرة من حياتهما فماذا فعلوا من أجلنا هل أعادوا بناء أسوار تلك  الذابلة لمدرسة مهجورة، مهجورة المسولين و مسؤولياتهم بالطبع و ليس طلبة العلم؟
هل فقعوا تلك العيون التي تنضر منها الشمس في الحر و المطر في البرد إلى براءة التلاميذ. أم سيسدون تلك الثقوب التي تتسلل منها المياه ليسع بردها أطباء, أساتذة, محامي و مهندسي المستقبل دون شفقة ولا رحمة.
من سيستجيب لكل هده الصرخات من سيعلم داك المعلم الذي كاد أن يكون رسولا أخلاقا لمهنته، من سيعلمه أن يحضر حصصه حتى لو لم يكن في وقتها المحدد؟؟؟    
أنا: إذن أنت تقصدين أعداء وأوبئة التلاميذ عفوا جمعية أباء و أولياء التلاميذ، أناس في جوهرهم حيوانات غبية همهم الأكبر السلطة ولو على حساب الأبرياء. 
نفسي: أحيانا يسألني أحد عن موقع تواجد مدرستنا ، مدرسة سليلو بالطبع فأخجل من الجواب فأنا لا أريد لأحد أن يرى كيف أصبح تدنيس معابد العلم عاديا في زمن العلم. 
أنا: لماذا ستخجلين يا نفسي الذنب ليس دنبك، فليخجل المجلس  حامل شعار التغير و العهد الجديد.فليخجل وزير التربية و التكوين وأصدقاءه واضعو المخطط الإستعجالي , أيها الوزير إننا لسنا بحاجة إليه ...نحن بحاجة إلى مستعجلات، مستعجلات لننقد الكثير من أمهات أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم تلامذة من أقاصي الجنوب الشرقي. أيها الوزير مدرستي مجرد أم من بين الأمهات التي تحتضر مع مرور الأجيال, فهل من ترياق، فهل من مسعف ؟؟
هذا ليس طلبا أو توسلا بل واجب ومسؤولية نسيت أنها مسؤوليتك يا من يهمه الأمر ، سواء قرأت هذه الرسالة أم لا فاعلم أن الجنة تحت أقدام الأمهات فيا ويلاتك لو ماتت...
بقلم: جواد أيت رابح
eMail:jawad-youba@hotmail.fr

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire