تــأمــــلاتــي أنـــا و نـــفــســي: لا تخف، إنه ميت!




أنـــــا:        كنا يا نفسي العزيزة نروي نكتا نعبر فيها عن مدى تخلف الشعب الليبي، فعلى سبيل المثال "  الليبيون يكتبون في معلبات السردين لا تخف انه ميت " لكن لانعدام بصيرتنا واكتفائنا بالنظر بأعيننا العمياء نسينا أن مجتمعنا السياسي تجاوز الليبيين في المنحى الموجب للتخلف، لأنهم لم يعودوا يرضون بكتابة هده العبارة في معلبات السردين بل طوروها وبدئوا يكتبونها على جباه المسئولين بحروف لا يراها إلا من لا يعرف لغة الرشوة من المواطنين.
   نفسي:     لقد صدقت فمثلا عندما ادخل على احد المسئولين في إدارة من إداراتنا العظيمة، أرى على جبهته عبارة "لا تخف انه ميت" أي لا تخف من أن يقضي لك حاجة في وقتها لأنه ميت. أما عندما أشاهد إحدى مسرحيات البرلمان أو مجلس المغششين عفوا المستشارين فإني ألمح الرئيس يقرأ في جبهة كل نائب برلماني عبارة "لا تخف إنه ميت" أي لا تخشى أيها الوزير أن يطرحوا عليك أسئلة محرجة أو يشتكوا إليك من المشاكل التي يتخبط فيها أولائك اللذين هو نائب عنهم فهو ميت ، كما أنني رأيت في احد "السكتشات" الصحافية وزيرا في وجهه نفس العبارة "لا تخف انه ميت" يعني أيها المواطن المسكين لا تحلم أن أسعى عن  رفع التهميش عنك فانا ميت.
   أنـــــا:         لكن ما أثار إعجابي أكثر يا نفسي هو أنني رأيت نفس العبارة مكتوبة على شفتي قاض محكمة لا يحكمها إلا العدل لا شيء غير العدل، وفهمت منها انه يقول للمعتقل  السياسي لا تخف أن أنصفك  فدالك القاضي العادل قد قضى حذفه.
  نفسي:      وهل سمعت تلك النكتة التي تقول أن شرطيا ليبيا أوقف رجلا بتهمة الاستهزاء بأحوال الطقس.
   أنـــــا:         تهمة ساذجة، لكن مادا كان ذنبه؟
  نفسي:  كان يتجول بثياب صيفية و الجو شديد البرودة.
   أنـــــا:  لكن هدا اقل بلادة بالمقارنة مع تهمة المساس بالمقدسات في حق تلاميذ قاصرين قالوا لا للتعريب، لا للتهميش، ولا لتدنيس تاريخ اجدادنا.
   نفسي:  وما رأيك في التي تقول أن دركيا ليبيا أوقف رجلا بجرم محاولة الطيران ,لأنه كان يقود دراجة نارية وأزرار قميصه مفتوحة فجعلته الرياح يرفرف , فبدا الرجل للدركي كأنه" سوبرمان" .
   أنـــــا:       فعلا هدا مضحك، لكن الأضحوكة هي تهمة التجمهر لكل من يقول "كفانا صمتا نريد الوجود".
   نفسي: ألا تعرف أيضا أن الليبيين يكتبون على زوج الجوارب يمنى, يسرى.
 انــــــا: لديهم الحق لكي لا تكون جواربهم مثل الأحزاب في حكومتنا فإما أن تكون كلها يمينية أو كلها يسارية.
   نفسي: إذن علينا الكف من جعل أنفسنا أضحوكة عندما نحاول السخرية ممن قد يكون  أحسن منا.
                                                                                                  
    بقلم: جواد ايت رابح من سليلو